أكواد HTML

الثلاثاء، 20 أبريل 2010

دليل طرابلس

نبذة عن طرابلس




يتميزموقع مدينة طرابلس المطلة على الساحل الليبي بجمال بديع ساحر خلاب حيث أسبغت عليها الطبيعة الكثير من لمساتها الرائعة, فشاطئها سلسل قليل التعاريج نسبيا واقل مخاطرة بالنسبة للملاحة البحرية من غيرها, مما جعلها وثيقة الصلة في علاقاتها بشواطئ وجزر البحر الأبيض المتوسط, بالإضافة إلى أراضيها الزراعية الخصبة, ووفرة ميائها العذبة, وانفتاحها على طرق تمتد من واحاتها الزاهرة إلى أعماق الصحراء تنطلق منها وتجئ إليها القوافل المحملة بالبضائع والسلع.. الأمر الذي مهد لتكون من مواقع إقامة تجمع بشري مبكر في العالم القديم, ولتصبح لسهولة الاتصال بغيرها من قبل حضارات مختلفة, إحدى أهم المراكز المدنية المعروفة عبر العصور التاريخية بمكانة حضارية عظيمة وبوزن كبير عمرانيا وتجاريا وثقافيا وعسكريا.



وكان أن صارت مركزا تجاريا منذ بدايات الألـــــــف الأولى قبل الميلاد, يؤمه شعـــوب البحــر الأبيض, وبالخصـــوص الفينيقيين الذين عززوا وجودهم بها مع الزمن, حين أخـــــذت في التحول إلى مدينة عــــامرة أطلقوا عليها اسم أويـــــا. وبالرغم أن الكثير من أساساتها الفينيقية والبونيقية ( الليبوفينيقية) قد طوي وتداخل في حضارات أخرى تتالت على أرضها, إلا أن القليل الذي تم اكتشافه يشير إلى أنها قد خصت بما اختصت به مدن تلك المرحلة من حضارة وعمران. بل وتميزت باستمرارها التاريخي حاضرة, حتى في فترة هيمنة قرطاجنة, بمشاركتها في تحديها للتوسع الإغريقي الاستيطاني باتجاه الغرب وفي صراعها المرير مع روما وحتى وقوعها تحت حكم نوميديا الذي مهدت اضطراباته إلى سيطرة الرومان على الشمال الإفريقي عام 106م. ثم شهدت مع غيرها من المدن الليبية ثورات السكان المحليين الذين استنجدوا بالجرامنت المتحالفين مع النوميديين ضد الاحتلال الروماني.



ومع نهاية القرن الأول بعد الميلاد ارتفعت أهميتها وعمها الرخاء, ويتبدى قوس ماركوس اوريليوس معلما عمرانيا بارزا من تلك المرحلة, وبما أدى إلى اختيارها اثر إصلاحات سبتيموس سيفيروس لتكون عاصمة الإقليم الغربي لليبيا لموقعها الاستراتيجي الهام في منتصف الطريق بين مدينتي لبدة وصبراته. ثم ومع مرور الزمن تحول اسمها إلى (تري بولي) بالتسمية الإغريقية الرومانية لمقاطعة المدن الثلاث, والذي صار علما لها وحدها لاستمرار حضورها كمدينة مزدهرة تجاريا إلى جانب نشاطها الزراعي.





ولكنها بعد ذلك عايشت فترات من الضعف والانهيار, مثل ماعانتها بقية المدن الطرابلسية جراء القلاقل, التي اندلعت في الشمال الإفريقي واستمرت مع قدوم الوندال إليها عام 455م. فلم تحتفظ بأسوارها وخيم الكساد على نشاط مينائها, وتعرضت المناطق الزراعية المحيطة بها لأعمال الثورات الليبية التي أثرت في الحياة العامة وبالأخص العمرانية, حتى ألحقت بالحكم البيزنطي عام 534م الذي شهدت في بدايته القليل من الإصلاحات, رغم سلبها اختصاصها الإداري كعاصمة, ومنها إعادة بناء سورها, ولكن تواصل ثورات اللبيبين من جانب والتنافس بين القادة العسكريين من جانب آخر, مهد الى استقبالها طلائع الفتح العربي بقيادة عمرو بن العاص 643م وحيث تأخذ المدينة منحى جديدا مـــن منحنيات تطــورها السكاني والعمــراني والثقافــــي والدينــــي واللغــــوي. وكــان لبني الأغلب الأثر العميق في مجرى التغير الحضــــــاري الجديد لتألقها وصــــعود نجمها شيئــــا فشيئا ببروز دورها كقوة عظـــــمى تلعب دورا رئيسا في أحداث ووقائع التاريخ التي تعاقبت على الوجود العربي الإسلامي في البحر الأبيض المتوسط ويؤكد ذلك توارد ذكرها عند المؤرخين والرحالة حيث بدت "حسناء باهرة الجمال تتزين بالبياض القمري في مبانيها المشيدة بالصخر الأبيض والآهلة بسكانها المتميزين بالتجمل والمرؤات والعشرة الحسنة.. يدرس أبناؤها في الكتاتيب والمدارس.. وتحفل بالشيوخ والأعلام في حلقاتها العلمية والرباطات.. ويعلو الاذان في مساجدها العتيقة التي تعلوها القباب والأهلة.. وقورة تتظلل بالقدم والإجلال.. بساتينها خصبة بالثمار والفواكه وفي سوانيها يشمخ النخل ويعبق الفل والياسمين مع النسائم.. واسعة الكور وبها أسواق كثيرة عامرة بالخير معروفة بمنتوجاتها ومصنوعاتها.. تغطس أقدامها في نحر البحر محطة راحة وأمان للوافدين التي تحط بهم المراكب وتمد ذراعيها بارتياح يمنة ويسرة في مزارعها وأحراش غاباتها الكثيفة الخضرة فتتجلي للقادمين عبر الرحلات البرية واحة ظل وهناء. يتمازج فيها أخلاط من شعوب أفريقية بسكان البحر الأبيض المتوسط،, وترى فيها أناس من مختلف الدول والملل من بدو وحضر وفلاحين, عرب وبربر وأتراك, مغاربة ومشارقة, مرابطية أولياء ومتصوفة, مسلمين ومسيحيين ويهود, طوارق ملثمين وزنوج وأوربيين, موظفين وقناصل, تجار وعمال, ضباط وجنود, بحارة مغامرين ورحالة زائرين يقيمون في فنادقها الرحبة ويستحمون في حماماتها ويجلسون في مقاهيها وعلى شاطئ بحرها يتنزهون ويروحون عن أنفسهم أمام المشهد الطبيعي الرائع البهي".



وظلت طرابلس تتمتع بمكانة إستراتيجية بالغة الأهـــــــــية, بكونهــــا من أهم المواني البحرية, برغم الكـوارث التي لحقت بها من تخريب ومجاعات وصراعات أهلية. وكان أن مـــــــــرت على المدينة وضواحيها بالخصوص آثار هجرة بني هلال وبني سليم سواء في أوضاعها الاقتصادية أو تركيبها الاجتماعي حيث ساهموا في تعميق سمتها العربية. وبزوال السيادة العربية عن صقلية حاول النورمنديون السيطرة عليها ولكــــــنهم فشلوا لنجدة سكان الدواخل لــــــــــها, ولكنهم عادوا بعد فتن داخلية وتمكنوا من احتلالها عام 1146م ولمدة 12 عاما إلى أن تم طردهم بثورة شعبية. ولكنها وقعت في أيدي الجنويين غدرا عام 1354م لعدة أشهر.



وفي عام 1510م اجتاحها الغزاة الأسبان الذين عنوا بتقوية أسوارها وحصونها وعلى نحو خاص بقلعتها الشهيرة (السرايا الحمراء) ضمانا لأمنهم المهدد من قبل الأهالي الحاملين راية المقاومة والتي استمرت مع تولي فرسان القديس يوحنا عام 1530م السيطرة على المدينة, مما دفعهم إلى إضافة أبراج الحماية. وبعد عشرين عاما آلت طرابلس إلى حكم الأتراك العثمانيين عام 1551م الذي دحروا فرسان مالطة الصليبيين بقوة أسطولهم وبمطالبة ومساعدة أهاليها النازحين إلى تاجوراء ضاحيتها الشرقية. ولتبدأ من بعد مشاركتها الفاعلة في الصراع ضد الدول الأوربية الاستعمارية التي ازدادت مطامعها في السيطرة على البلاد العربية, ولتصبح في فترة الأسرة القرهمانلية 1711م ـــ 1835م من أهم المراكز الحيوية, كقوة مرهوبة الجانب, في حوض البحر المتوسط عبر حروب ضارية خاضها بحارتها الشجعان, ولتتعرض بالمقابل إلى الهجمات البحرية التي أوقعت الضرر بمبانيها وبأهاليها. ومن أشهر المعارك التي شهدها شاطئها تلك التي انتهت بأسر السفينة الأمريكية فيلادلفيا. ولكــــن طبيعة الحكم الإقطاعي الضريــــبي وسيطـرة الانكشارية أثرت في عدم القيام بانجازات حضارية كبيرة قياســــــا على القرون الطويلة التي استمر فيها الأتراك في ليبيا, مع أن بعض الولاة قد شجعوا علــــى أعمــــــــــال الإصلاح والتعميــــــــــر ومنها إدخال نظام البلديات الذي ساهم مع الجهود الأهلية في تنشيط الحياة العامة,التــــي أدت إلى اتســــــاع رقعة طــــــــرابلس خارج أسوار المدينة القديمة ومما أعطاها عمقا جديدا ومظهرا حديثا تركز في توفير منشــــــآت الخدمات العامة وظهور الصحافة وبناء المدارس ومن أشهرها مدرسة الفنون والصنائع.



ورافق الاحتلال الايطالي عام 1911م لغرض استيطان المستعمرين توسع كبير في أعمال التشييد والبناء للمرافق والخدمات العامة والمباني السكنية بالإضافة إلى معرض دولي ومحطة لسكة الحديد وتوسيع للميناء البحري مع الكورنيش ودور للعرض السينمائي وللأوبرا وغيرها. وتم ذلك بعد بناء تحصينات عسكرية طوقت المدينة حماية لهم من هجمات المجاهدين, في حين عاش الليبيون داخلها على الهامش. واستمر الحال حتى نهاية الحرب العالمية الثانية التي عانت طرابلس من ويلاتها بقنابل الطائرات والتي انتهت مع فترة الإدارة البريطانية 1943م. ثم صارت عاصمة الولاية الغربية عقب إعلان الاستقلال مع بداية العهد الملكي في 1951م.



وقد منح اكتشاف النفط في نهاية الخمسينيات من القرن الماضي للمدينة كغيرها من المدن الليبية فرصة للتوسع العمراني ثم لتزاد ازدهارا وتألقا مع قيام ثورة الفاتح من سبتمبر في ليبيا عام 1969م عاصمة لكونها أكبر المدن الليبية عمرانا وأكثرها سكانا ومركزًا للأمانات الإدارية المختلفة و مقرًا للسفارات والقنصليات العامة وكان اختيارها عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2007 وهي التي بها من المعالم العربية الإسلامية ما يمنحها السمة المميزة والملمح الخاص بها ثقافيا وحضاريا.

الموضوع منقوووول من موقع دليل ليبيا - دليل طرابلس :
رابط الموضوع هو كالتالي :
http://www.dl.ly/tripoli/about-tripoli.aspx

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق