أكواد HTML

السبت، 17 يوليو 2010

أرأيت سوسة والاصيل يلفها..



بعد ساعات نوم قليلة ، وجدت نفسى اجمع اغراضى صباح يوم امس لارافق شقيقى الكبير امون الى مدينة سوسة بالجبل الاخضر ، انطلقنا على تمام الساعة ال9 صباحا ً مصحوبين بدعوات وتوصيات ماما بالتأنى فى الطريق والاستمتاع بنهار مبارك ...عبر مدن الجبل الاخضر وقراه كنا نقطع الطريق على اغانى حليم وفيروز ...وصلنا الى سوسة على تمام الساعة الحادية عشرة وربع بعد ان قررنا الا نتوقف فى بلاغراى "البيضاء" عند اخينا الكبير آبيه – طبعا هو لقبه على طريقة المصريين فى افلام الابيض والاسود- فلدى آمون مواعيد عمل فى سوسة تتعلق بمشروع سياحى استثمارى ربما ينفُذ فى تلك البلدة الجبلية الساحرة ، واما انا فمرتبطة بموعد مع مراقبة آثار سوسة للحصول على تقارير تخص ميناء سوسة التى تعمل بها البعثة الفرنسية برئاسة البرفسور الفرنسى آندريه لاروند ....كانت سوسة هادئة فى تلك الساعات الصباحية فمعظم السكان يتناولون وجبة افطار متاخرة يطلقون عليها" فطور الضحا" وهى تتكون من اكلات ليبية تقليدية كالمقطع على اللبن او الارز باللبن والزبدة او دشيشة باللبن ، ولكن صاروا يضيفون لهذه الاكلات التقليدية المعلبات الحديثة كالجبن والتونا والمربى وغيرها توقفنا عند سورمبنى مراقبة الاثار الخارجى القريب من المنارة وهو الفندق الوحيد ذو اربع نجمات بتلك المدينة الصغيرة ، ويقع على شاطىء البحر مباشرة ويتمتع بخدمات فندقية راقية ...كان الهدوء يلف المكان ، انتظر امون ليتأكد من وجود احد اعضاء البعثة الفرنسية فى مبنى المراقبة ليتركنى برفقته ويغادر لمواعيده .





...دفعت البوابة الحديدية القديمة لأجد عبد الصالح صديقى واحد زملاء الدراسة(ايام زمان)واحد العاملين بمصلحة الاثار بشحات موجود ليساعدنى فى الترجمة فهو يتحدث اللغة الفرنسية بطريقة جيدة، حيث اخبرنى بعدم تواجد البروفوسور لاروند ، جلسنا على الكراسى المتناثرة وسط الفناء تظللنا عريشة كبيرة ملىء بعناقيد العنب الاحمر،حيث يضم مجموعة مبانى ترجع للفترة الايطالية الاستعمارية وكانت تسُتخدم لنفس الغرض فى تلك الفترة ، المبانى جميلة جدا ، كل مبنى يضم ثلاث غرف وحمامين بدائيين ومطبخ صغير وصالة صغيرة تفتح فيها كل الغرف الداخلية ، والنوافذ مستطيلة ولها افريز من المرمر الرمادى وارضيات المبنى من البلاط المكون من مكعبات باللون الابيض والاسود ...كل البيوت تطل على البحر مانحا ً لساكنى تلك المبانى اطلالة لاتقدر بثمن ...جلست مع الصديق عبد الصالح للدردشة حول اخبار البعثات الاثرية وماتم انجازه من عمل فى سوسة وشحات وقصر المقدم وقصر ليبيا والكثير من المناطق الاثرية الشديدة الثراء بالمخلفات الثمينة ، ثم عرُفنى على مجموعة باحثين جدد قادمين من فرنسا ، حاولنا التواصل بقدر ما تسمح به اللغة...ثم رافقتهم الى المعمل لتسجيل ملاحظاتى والبداء فى الشغل على ما اريده ، رغم صعوبة الامر لانهم لا يسمحون بالاطلاع على كل النتائج قبل ان يتم نشرها بشكل رسمى ، ووقفت اللغة عائق فمعرفتى فى اللغة الانجليزية جيدة ، والاسبانية ، كما اصبحت افهم قليلا فى الايطالية ولكن الفرنسية ..لا ادرى استمتع بسماع النغمة الموسيقية ولكن لم انجح فى التعلم ....غادرت بعد الساعة الثانية ونصف وسط الحاحات عبد الصالح بالاتصال بشقيقى امون وابلاغه بان نأتى لتناول الغداء فى بيته القريب ، قضيت مايقارب النصف ساعة وانا اشرح ارتباطاتنا المهنية ، واننى مضطرة للذهاب للفندق لقراءة التقارير التى تحصلت عليها ووضع ملاحظات مبدائية والعودة بعد صلاة العصر لطرح بضع اسئلة على كريستين احد الباحثات الاثريات المرافقات للبعثة والتى تعرف القليل من اللغة العربية لم يقتنع عبد الصالح الا بصعوبة ، ذهبت اتمشى على الشاطىء باتجاه الفندق رغم ارتفاع درجة الحرارة لم يمنع من وجود بضع اجساد بشرية فى مياه البحر الزرقاء ...كنت اضع نظارة سوداء كبيرة والف رأسى فى وشاح ازرق لكى لا يتعرف على احد من اقاربنا المصطفين او القاطنين بالمدينة ...شعرت بانى احتاج للبقاء وحيدة قليلا ...كنت ابحث عن مكان يقينى حر الشمس ويسمح لى بالتأمل امام شاطىء البحروهو يتلألأ بلونه الفيروزى والأخضرالداكن .







جلست فى ظل مبنى اثرى محتمية به من الشمس ومن نظرات المتلصصين ، رغم اغراء المياه الا اننى لم اسبح فى البحر نزولا عند وعد قطعته لماما التى استحلفتنى بالا افعل وانا وحدى "..سلم بنيتى بحر سوسة اغرق فيه حاتم ولد خالك ، وانتى وحدك تقولى انه التيارات البحرية فيه مرات تكون سريعة وصعبة على العوامين ، هنينى سلم بنتى ، باهى ياماما والله حاضر" لا ادرى لما خطرت ببالى اغنية لفيروز اسمها مراكبنا على المينا وهيلا ياواسع كنت ادندنها لنفسى وانا اراقب من وراء نظراتى الشاطىء الممتد امامى ، فهناك حمام كليوبترا الملكة البطلمية التى حكمت مصرمخلدا ً آثارها فى قصة حب جمعتها مع اعظم قواد الرومان فمن قيصر الى مارك انطونيو ، ويقال بانها كانت تأتى لاصطياف هنا فابولونيا فى تلك الفترة خاضعة لامبراطورية البطالمة ... كنت استرجع ذكرى زيارات لهذه المدينة مع والدى رحمه الله الذى حُلم طويلا بمشروع فندق على طراز رفيع وبدأ فى العمل على تنفيذ الفكرة فى بداية عقد التسعينات ولكنه فشل مع سياسة الدولة وقتها فى عرقلة المشاريع السياحية ، فهو عمل على تنفيذ بعض طرق البرية الواصلة بين المدينة وبين عدة مدن ومناطق اخرى ايام العهد الملكى ، كان بابا كغيره من ابناء جيله يحلم لليبيا بالكثير لم افهم فى البداية حسرته ولكنى بعد مرور هذا الوقت ادركت بان بابا لم يكن رجل اعمال اراد بناء ثروة بل احب بلاده على طريقته الخاصة ، عندما استرجع صدى نقاشاته مع رجال اعمال اوربيين عن ميزات الشعب الليبى الطيب ايام الستينات ومدحه لنقاء لليبييى تلك السنين الخضراء يزداد فهمى اكثرويتعمق ، والمؤسف اننى فى فترة لاحقة كنت كلما جلبت مجموعة من السواح برفقة الشركات التى عملت معهم كوسيطة صفقات اشعر بالحزن على تردى الخدمات السياحية من حيث المبانى والمنشأت والطاقات البشرية ..



كنت اردد لهم باننا بلد نحاول ان نستفيد ونصنع فارقا فى المستقبل ، لم أشاء مناقشة مشاكلنا مع سواح اغراب رغم معرفتى لادراكهم لمشاكلنا ...مدينة سوسة او كما يطلق عليها أبوللونيا فى الفترة الاغريقية نسبة إلى الإله أبوللوالاغريقى ، تقع على الساحل مباشرة وتبعد عن شحات بحوالى الربع ساعة ، فالامكان النزول من كريني " شحات " الواقعة على هضبة الجبل الاخضر الثانية الى سوسة الساحلية عبر طريق جبلى ملتوى كافعى ، مانحة لكل العابرين متعة بصرية فالبحر والجبل يمتزجان فى الصورة التى لن تمحى ابدا من الذاكرة ..الطريق بين المدينتين الاغريقيتين فيه ظاهرة استكاتيكية غريبة تتمثل فى احد منعطفات الطريق تجد نفسك فى وضع السيارة تكون فيه متجه للاعلى بينما الطريق تنحى الى الوراء ..كثيرا ما قمت انا واشقائى بتجربة هذه اللعبة منذ علمها لنا بابا رحمه الله ، فالسيارة تتحرك الى فوق بدل ان ترجع الى الاسفل وبدون اى جهد من السائق ....كانت ابوللونيا الميناء الذى تقوم من خلاله كرينى بالاتصال بالعالم الخارجى ، وقد تم الاستفاد منه منذ انشاء كيرينى فى القرن السابع ق.م ، الا انها لم تستقل عنها الا فى القرن الاول ق.م . شهدت المدينة فترات ازدهار خاصة مع اعتبارها عاصمة للاقليم المدن الخمس ( شرق ليبيا ) فى الفترة المسيحية ، فقد كشفت المعاول الاثرية عن عدة كنائس مزدانة بالرخام والفسيفساء يؤومها المسيحيين بالمدينة ، كما ضمت مسرح دائرى من الفترة الهللينستية حيث يستطيع المتفرجون التمتع بالمشاهد المسرحية وبرؤية البحر معا ً فى آن واحد، وحمامات ترجع للفترة الرومانية ، ومبانى سكنية للمواطنين ، ولعل قصر الدوق هو اشهر تلك المبانى العامة وهو مقر لحاكم الاقليم فى الفترة المسيحية...مايميز المدينة الاثرية هو وجود جزء كبير من مبانيها مغمور فى مياه البحر ، لتعرضها لاكثر من زلازال مدمر ، وميناءها هو مايهمنى اكثر شىء فانا اواصل ابحاثى عليه ، فربما يكون موضوع دراسة لنيل درجة الدكتوراه ، وهذا مايجعلنى اتردد على المدينة فى شهر اغسطس وسبتمبر مشاركا ً فى موسم الغطس ..



..كما اهتم قبلى مجموعة من الرحالة الغربيين الذين حاولوا تقديم وصف مفصل للميناء الشهير ...السكان فى الوقت الحالى هم فى غالبيتهم متعلمين وبعضهم تخرج من جامعات غربية راقية وحاصلين على درجات علمية ، هم فى غالبيتهم من قبيلة الحاسة وهى اصغر القبائل المنتمية الى الحرابى... واما فى الزمن القديم كانت قبيلة الاسبوستاى الليبية تنتشر فى تلك الأراضى ، حيث امتزجوا مع الاغريق المهاجرين ممثلين عنصر فاعل فى الحضارة الهلينستية الراقية ، كانوا يربون الخيول ويشتهرون بقيادة العربات التى تجرها أربعة خيول ، بالإضافة الى جمعهم محصول السلفيوم ...وقيامهم بالصيد البحرى ...وعرُفت فى الفترة المسيحية باسم سوزوسا ومنه جاءت التسمية الحالية ، كما كانت فى العهد البيزنطى مقرا ً لأسقفية حيث مارس فيها الاسقف سونسيوس الشهير مراسم العبادة .. وظلت المدينة قائمة بعد الفتح الاسلامى لليبيا ، ثم تعرضت الى الهجران والاهمال تدريجيا ً والاسباب غير واضحة تماما .. وفى فترة الحرب اليونانية التركية سنة 1898 عادت الحياة تدب فى المكان نتيجة لتهجير الكريتيين إليها بسبب النزاع المدمر بين الطرفين ،حيث قامت الحكومة العثمانية بترحيل قسم من السكان المسلمين الكريتيين الى برقة مانحتهم سوسة لتوطينهم فيها ، ولم يكن يسكن الموقع الذى كان يرسو به من حين إلى آخر بعض التجار اليونانيين سوى عدد قليل من عائلات القلابطة احد فرع قبيلة الحاسة..وقد أنشأت الحكومة العثمانية للمهاجرين الكريتيين والفقراء منهم خاصة بعض المساكن التى استقروا بها كما منحتهم أراضى لزراعتها ...ومع الغزو الايطالي لبلادنا وقعت سوسة فى ايدى المستعمرين الذين وجدوا فيها مكان يخلب لب الزائرين ، حيث عملوا على توسيع البلدة فأصبحت تنقسم الى ثلاث وحدات أو أحياء : الحى الواقع غربى الميدان الرئيسى ، وأغلب سكانه من الكريتيين ، والحى الجنوبى و القسم الشرقى وتسكنه بعض العائلات من القلابطة احد فروع الحاسة..من ميناء سوسة اقلعت السفينة الحربية التى اقلت الشيخ الاسد الى مدينة بنغازى لمحاكمته ،وكم حاولت البحث عن المبنى فى كل مرة اكون فيها فى المدينة ، وقد اشار مرة احد معارفى لمبنى البلدية على انه هو الذى تم استخدامه ، والموجع ان معظم المبانى الايطالية تعرضت للاهمال والتخريب والتغيير ولم افهم ماالسبب فى تلك السياسة الغبية ففى كل دول العالم المتطور يحافظون على تلك المبانى ويحولنها الى مزارات سنوية الا لدينا ..



بدأت الحفريات الايطالية فى المنطقة فى عشرينيات القرن العشرين حيث تم التنقيب عن الكنيسة الشرقية ، واستمرت فى العهد الملكى وحتى وقتنا الحالى البعثات الاثرية وسط اهتمام متزايد من علماء من كافة بقاع الارض ، واهمال رسمى من الدولة للاسف الشديد للحفاظ على تلك الممتلكات القيمة ....سكان البلدة الصغيرة يعيشون على دخولهم من الزراعة وعلى وظائفهم الحكومية ، ويوجد بسوسة معهد للتدريب والتعليم للمهن الفندقية والسياحية لم يستفيدون من توظيفه لخلق فرص لشباب وشابات المدينة الجبلية ، فرغم ميزاتها الطبيعية والثقافية فسوسة مهمُلة كغيرها من مدن الجبل ...اصبحت المبانى الحديثة تزحف على كل مكان مهددة القبور والمبانى الاثرية المحيطة بالمكان لعشوائية التخطيط والتنفيذ..للمدينة متحف تم افتتاحه فى العام 1929 لم يكن يسمح الا للباحثين بالتردد عليه ثم صار مفتوح للزوار دون استثناء ، وللاسف الشديد المتحف يتحتاج لترميم والتطوير للحفاظ على مايحوى من مقتنيات ثمينة، يمكن ان يكون ضمن الامكان التى تجلب مدخول كبير لبلدية المدينة ..





كنت اجلس لاسجل هذه الانطباعات والافكار فى بهو الفندق بعد عودتى اليه لاداء صلاة العصر منتظرة شقيقى امون ، لتناول غداء متاخر فى مطعم قريب ، هناك واصلنا النقاش حول ما قام بانجازه وما يمكن ان نفعله بقية النهار، عدت من جديد لمبنى مراقبة الآثار لجمع معلوماتى ومزيد من التقارير منتظرة كريستين التى حضرت مر عام على اخر مرة التقينا فيها ، كانت فتاة تصغرنى فى السن ،حاصلة على درجة الدكتوراه ، كنت كلما التقيتها ابتسم على مفارقة الدراسة فى عالمنا العربى ، ولو فكرت فى الدراسة بفرنسا يمكن ان تكون المشرفة على اطروحتى ، هكذا كانت تعرض علي فنحن منسجمتان ، ومتفاهمتان فى ما يخص الجوانب العلمية والانسانية ايضا ...غادرت عائدة الى الفندق من جديد ، والشمس تغطس فى البحر وكانها قطعة سكر ملونة ..كنت اردد لنفسى بيت شعرى لم اتذكر من قائلها رغم شهرته: أرأيت سوسة والاصيل يلفها ..بدات الحركة فى المدينة تخف ، بعيدا كانت تسُمع انغام مزمارجبلى يتردد صداه فى الشوارع الهادئة ، مثيرة مشاعرى فكنت افكر فمن يكون العريس والعروسة وهل تزوجا عن قصة حب ام لايعرفا بعض ؟ رغم انه فى الجبل الاخضر قصص الحب انجح من اهل المدن ، وهذه الملاحظة عندما دققت فيها عبر الوقت ، وجدتها تنطبق بنسبة كبيرة ، رغم صرامة التقاليد الا انها لا تمنع ان اعلان فلان اعجابه ورغبته بفلانة حيث يصبح ذلك الاعلان بمثابة خطبة شفهية غير رسمية بين الطرفين ، كما ان نسبة الزواج مرتفعة بين الشباب لقبول الكثير من الفتيات مشاركة اهل الزوج فى بيتهم ، وبذلك تحل مشكلة السكن ...فى السابق كانت الزيجات تتم داخل العائلات المتقاربة ، والان صار بالامكان لبنات المنطقة الزواج من خارج القبيلة ، خاصة مع ارتفاع نسبة التعليم الجامعى ...يشتهر شباب وشابات المنطقة بجمال فريد ، فهنا اختلطت دماء واعراق كثيرة ..



....ما يروى عن تاريخ المدينة فى الحقبة الاستعمارية الكريهة قيام الليبين بتزويج بناتهم فى سن صغيرة حمايا ً لهن من الجنود الايطاليين الذين صاروا يتقدمون خاطبين من اسر الجميلات فيهن ...فيذكر عن شغف احد كبار القادة الايطاليين باحد فتيات قبيلة الحاسة فتقدم خاطبا ً فلم يجد اهلها من حل سوى تهريبها الى منطقة اخرى ...تاريخ المنطقة يمتلىء بالقصص عن معارك بين المجاهدين والايطاليين ن هنا قتُل سيدى الفضيل بوعمر احد كبار قادة حركة الجهاد الليبى بالجبل الاخضر ن واحد المقربين من سيدى عمر المختار ، ويمكن مشاهدة النصب التذكارى الذى اقيم فى فترة لاحقة منتصبا ً على سفح الجبل الاخضر المحيط بسوسة ...



وصلت الى باحة الفندق لاجد شقيقى امون ينتظرنى لكى نغادر الى بلاغراى حيث سنبيت ليلتنا عند اخى الكبير آبيه " ...كنا نغادر سوسة والليل يلفها والقمر بدرا .. فتحت نافذة السيارة لاستمتع بالنسمة الباردة منصتة لازيز الحشرات وهسهسة اشجار الكافور ..توقفنا عند مقهى صغير يبيع الشطائر والسندوتشات اللذيذة فى مدخل مدينة كرينى .." ايوه يا امونا احسن ما نتعبوا سوسو مرات آبيه ، انت عارف وضعها الصحى هلا الفترة ، على الاقل توا نشربوا معهم شاهى ونهدرزوا " .. توقفنا امام بيت اخى الكبير على قرابة الساعة ال10ونصف ليلا ً، بعد ان اتصلنا بآبيه لكى نعلمه بوصولنا ، خرج آبيه راكضا ً على الدرج تسبقه بناته ..آبيه اخى لابى من زواج سابق لم يستمر الا بضع اشهر كان ثمرته هذا الأخ الرائع ، الذى خرج علينا ساخطا ً : " باهى كنتوا تغديتوا ومشيتوا ياسى ، شنوا الدينا بتطير ، ولاالله حتى فطرتوا " ..مابين قبلات البنات وكلمات آبيه الغاضبة وصدى الضحكات يتردد فى ليل بلاغراى الهادىء دخلنا الى البيت حيث وجدنا سوسو بانتظارنا بابتسامة عريضة على وجهها ، فأنا وهى نرتبط بصداقة رائعة ، كم احبها وارتاح فى صحبتها ، ولا احتمل لحظة الم تمر عليها فهى طيبة القلب وحنونة ، نوع من الناس لم نعد نجده كثيرا ، وهى فتاة جميلة جدا ومن اسرة محافظة من اسر البيضاء ..احب محبتها لزوجها وبناتها وبيتها ..جلسنا حتى ساعات الفجر نتحدث ، ثم تركتنى لتنام فهى وضع صحى مرهق قليلا ،فهى تنتظر ولادتها بين يوم وآخر ..



.. جلست بعد صلاة الفجر لاكتب قليلا فقد عجزت عن النوم،صديقتى زينا ونييديوا كانتا ببالى وانا ادون مابخاطرى من معلومات وملاحظات ، ... الهدوء يلف المدينة الجميلة ذات المناخ الصحى ...نعم انها بلا غراى او بيضائى مدينتى التى لا يعادلها اى مدينة فى عشقى لها الا لندن .. مع شروق الشمس نمت قليلا حتى الساعة ال10 ، لأستيقظ على بنات اخى وهن يجلسن على رأسى محاولات ايقاضى باى طريقة لالعب معهن ، هنو وياسو الصغيرة التى سماها آبيه على اسمى من شدة الارتباط بينى وبينه ..كن يركضن هنا وهناك وانا نصف نائمة اواصل حديثا مع سوسو ، متناولة افطارا ً خفيفا ً ...غادرنا بلاغراى ظهرا بعد ان مررنا على مقام سيدى رويفع الانصارى حيث صلينا فيه صلاة الظهر ، ثم انطلقنا عائدين الى بنغازى التى وصلنا على آذان العصر ...
 
الموضوع منقول بتصرف في الصور . ابولونيا ( سوسة ) .

الثلاثاء، 20 أبريل 2010

بنغازي يا بنغازي كم أنت رائعة

بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة و السلام على خير المرسلين حبيبنا و رسولنا و شفيعنا محمد صلى الله عليه و على آله و صحبه و من تبعه بإحسان إلى يوم الدين
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هذه صور لمدينة بنغازي ثاني أكبر المدن الليبية - و للأسف ما نعرفش أسامي المناطق الموجودة بالصور لهذا سأضعها و أنتم تمتعوا برؤية هذه الصور و اللي يعرف إسم أو أي بيانات عن الصور يقول من غير بخل :





























بنغازي يا بنغازي ما أروعك أعجب و أغرب من الخيال :















مبنى غاية في الروعة  من حيث التصميم و بلادنا زين على زين بلادنا فل و ياسمين بلادنا زين على زين :















بنغازي ليلا - تعيشي يا بلدي يا بلدي تعيشي :















و هذه صورة منارة بنغازي : يا بلادي حبك موالي و عليك و الله ما يغلى غالي :





















و نستمر في سرد صور بنغازي الجميلة بدون توقف :
مبنى جمعية الدعوة الإسلامية العالمية بمدينة بنغازي :















نرجعوا و نشوفوا صور لبنغازي و هي ضاوية البلاد في الليل :























































و هنا أكيد ختامها مسك مع صورة لمنتزه بنغازي الوطني ( تقريبا ) و صورة لجمال الطبيعة في إحدى ضواحي مدينة بنغازي الليبية  :














من ضواحي بنغازي ( سحر الطبيعة - قطعة من أوروبا ) :

صور من طرابلس

هذه مجموعة من الصور الجديدة لعاصمة ليبيا طرابلس - و هذه الصور تعبير عن حبي لعاصمتنا طرابلس الليبية :
صور العاصمة الليبية طرابلس صور جديدة متعوا أعينكم بجمال عاصمتنا طرابلس :
نبدأ بصور لفندق كورنثيا ( باب أفريقيا ) أو ( بوابة أفريقيا ) بالعاصمة الليبية طرابلس :

على بركة الله بدأنا بتنزيل الصور :


   


















            
  













صور لمركز طرابلس الطبي ( الصرح الطبي العملاق في بلادنا ) :














































صور لطرابلس ليلا شوف و متع ناظريك بطرابلس الليبية و طبعا دائما البداية بمتحف السراي الحمراء في الساحة الخضراء بطرابلس :

















و هذه هي طريق المطار ( طريق مطار طرابلس العالمي ) ليلا :












و هذه صورة لأحد الطرق بطرابلس الليبية :














و هذه صورة لمبنى ذات العماد الذي يوجد به المقر الرئيسي لجمعية الدعوة الإسلامية العالمية و عديد المكاتب الإدارية لعدد من الشركات الليبية :














و هذا برج الفاتح بطرابلس و يوجد بالبرج مقرات إدارية لشركات ليبية و عربية و عالمية و أيضا يوجد به محلات تجارية و وكلاء لعلامات تجارية عالمية :












إلى حد هنا إنتهت الصور لمدينة طرابلس أتمنى أن تنال هذه الباقة من الصور رضاكم .

دليل طرابلس

نبذة عن طرابلس




يتميزموقع مدينة طرابلس المطلة على الساحل الليبي بجمال بديع ساحر خلاب حيث أسبغت عليها الطبيعة الكثير من لمساتها الرائعة, فشاطئها سلسل قليل التعاريج نسبيا واقل مخاطرة بالنسبة للملاحة البحرية من غيرها, مما جعلها وثيقة الصلة في علاقاتها بشواطئ وجزر البحر الأبيض المتوسط, بالإضافة إلى أراضيها الزراعية الخصبة, ووفرة ميائها العذبة, وانفتاحها على طرق تمتد من واحاتها الزاهرة إلى أعماق الصحراء تنطلق منها وتجئ إليها القوافل المحملة بالبضائع والسلع.. الأمر الذي مهد لتكون من مواقع إقامة تجمع بشري مبكر في العالم القديم, ولتصبح لسهولة الاتصال بغيرها من قبل حضارات مختلفة, إحدى أهم المراكز المدنية المعروفة عبر العصور التاريخية بمكانة حضارية عظيمة وبوزن كبير عمرانيا وتجاريا وثقافيا وعسكريا.



وكان أن صارت مركزا تجاريا منذ بدايات الألـــــــف الأولى قبل الميلاد, يؤمه شعـــوب البحــر الأبيض, وبالخصـــوص الفينيقيين الذين عززوا وجودهم بها مع الزمن, حين أخـــــذت في التحول إلى مدينة عــــامرة أطلقوا عليها اسم أويـــــا. وبالرغم أن الكثير من أساساتها الفينيقية والبونيقية ( الليبوفينيقية) قد طوي وتداخل في حضارات أخرى تتالت على أرضها, إلا أن القليل الذي تم اكتشافه يشير إلى أنها قد خصت بما اختصت به مدن تلك المرحلة من حضارة وعمران. بل وتميزت باستمرارها التاريخي حاضرة, حتى في فترة هيمنة قرطاجنة, بمشاركتها في تحديها للتوسع الإغريقي الاستيطاني باتجاه الغرب وفي صراعها المرير مع روما وحتى وقوعها تحت حكم نوميديا الذي مهدت اضطراباته إلى سيطرة الرومان على الشمال الإفريقي عام 106م. ثم شهدت مع غيرها من المدن الليبية ثورات السكان المحليين الذين استنجدوا بالجرامنت المتحالفين مع النوميديين ضد الاحتلال الروماني.



ومع نهاية القرن الأول بعد الميلاد ارتفعت أهميتها وعمها الرخاء, ويتبدى قوس ماركوس اوريليوس معلما عمرانيا بارزا من تلك المرحلة, وبما أدى إلى اختيارها اثر إصلاحات سبتيموس سيفيروس لتكون عاصمة الإقليم الغربي لليبيا لموقعها الاستراتيجي الهام في منتصف الطريق بين مدينتي لبدة وصبراته. ثم ومع مرور الزمن تحول اسمها إلى (تري بولي) بالتسمية الإغريقية الرومانية لمقاطعة المدن الثلاث, والذي صار علما لها وحدها لاستمرار حضورها كمدينة مزدهرة تجاريا إلى جانب نشاطها الزراعي.





ولكنها بعد ذلك عايشت فترات من الضعف والانهيار, مثل ماعانتها بقية المدن الطرابلسية جراء القلاقل, التي اندلعت في الشمال الإفريقي واستمرت مع قدوم الوندال إليها عام 455م. فلم تحتفظ بأسوارها وخيم الكساد على نشاط مينائها, وتعرضت المناطق الزراعية المحيطة بها لأعمال الثورات الليبية التي أثرت في الحياة العامة وبالأخص العمرانية, حتى ألحقت بالحكم البيزنطي عام 534م الذي شهدت في بدايته القليل من الإصلاحات, رغم سلبها اختصاصها الإداري كعاصمة, ومنها إعادة بناء سورها, ولكن تواصل ثورات اللبيبين من جانب والتنافس بين القادة العسكريين من جانب آخر, مهد الى استقبالها طلائع الفتح العربي بقيادة عمرو بن العاص 643م وحيث تأخذ المدينة منحى جديدا مـــن منحنيات تطــورها السكاني والعمــراني والثقافــــي والدينــــي واللغــــوي. وكــان لبني الأغلب الأثر العميق في مجرى التغير الحضــــــاري الجديد لتألقها وصــــعود نجمها شيئــــا فشيئا ببروز دورها كقوة عظـــــمى تلعب دورا رئيسا في أحداث ووقائع التاريخ التي تعاقبت على الوجود العربي الإسلامي في البحر الأبيض المتوسط ويؤكد ذلك توارد ذكرها عند المؤرخين والرحالة حيث بدت "حسناء باهرة الجمال تتزين بالبياض القمري في مبانيها المشيدة بالصخر الأبيض والآهلة بسكانها المتميزين بالتجمل والمرؤات والعشرة الحسنة.. يدرس أبناؤها في الكتاتيب والمدارس.. وتحفل بالشيوخ والأعلام في حلقاتها العلمية والرباطات.. ويعلو الاذان في مساجدها العتيقة التي تعلوها القباب والأهلة.. وقورة تتظلل بالقدم والإجلال.. بساتينها خصبة بالثمار والفواكه وفي سوانيها يشمخ النخل ويعبق الفل والياسمين مع النسائم.. واسعة الكور وبها أسواق كثيرة عامرة بالخير معروفة بمنتوجاتها ومصنوعاتها.. تغطس أقدامها في نحر البحر محطة راحة وأمان للوافدين التي تحط بهم المراكب وتمد ذراعيها بارتياح يمنة ويسرة في مزارعها وأحراش غاباتها الكثيفة الخضرة فتتجلي للقادمين عبر الرحلات البرية واحة ظل وهناء. يتمازج فيها أخلاط من شعوب أفريقية بسكان البحر الأبيض المتوسط،, وترى فيها أناس من مختلف الدول والملل من بدو وحضر وفلاحين, عرب وبربر وأتراك, مغاربة ومشارقة, مرابطية أولياء ومتصوفة, مسلمين ومسيحيين ويهود, طوارق ملثمين وزنوج وأوربيين, موظفين وقناصل, تجار وعمال, ضباط وجنود, بحارة مغامرين ورحالة زائرين يقيمون في فنادقها الرحبة ويستحمون في حماماتها ويجلسون في مقاهيها وعلى شاطئ بحرها يتنزهون ويروحون عن أنفسهم أمام المشهد الطبيعي الرائع البهي".



وظلت طرابلس تتمتع بمكانة إستراتيجية بالغة الأهـــــــــية, بكونهــــا من أهم المواني البحرية, برغم الكـوارث التي لحقت بها من تخريب ومجاعات وصراعات أهلية. وكان أن مـــــــــرت على المدينة وضواحيها بالخصوص آثار هجرة بني هلال وبني سليم سواء في أوضاعها الاقتصادية أو تركيبها الاجتماعي حيث ساهموا في تعميق سمتها العربية. وبزوال السيادة العربية عن صقلية حاول النورمنديون السيطرة عليها ولكــــــنهم فشلوا لنجدة سكان الدواخل لــــــــــها, ولكنهم عادوا بعد فتن داخلية وتمكنوا من احتلالها عام 1146م ولمدة 12 عاما إلى أن تم طردهم بثورة شعبية. ولكنها وقعت في أيدي الجنويين غدرا عام 1354م لعدة أشهر.



وفي عام 1510م اجتاحها الغزاة الأسبان الذين عنوا بتقوية أسوارها وحصونها وعلى نحو خاص بقلعتها الشهيرة (السرايا الحمراء) ضمانا لأمنهم المهدد من قبل الأهالي الحاملين راية المقاومة والتي استمرت مع تولي فرسان القديس يوحنا عام 1530م السيطرة على المدينة, مما دفعهم إلى إضافة أبراج الحماية. وبعد عشرين عاما آلت طرابلس إلى حكم الأتراك العثمانيين عام 1551م الذي دحروا فرسان مالطة الصليبيين بقوة أسطولهم وبمطالبة ومساعدة أهاليها النازحين إلى تاجوراء ضاحيتها الشرقية. ولتبدأ من بعد مشاركتها الفاعلة في الصراع ضد الدول الأوربية الاستعمارية التي ازدادت مطامعها في السيطرة على البلاد العربية, ولتصبح في فترة الأسرة القرهمانلية 1711م ـــ 1835م من أهم المراكز الحيوية, كقوة مرهوبة الجانب, في حوض البحر المتوسط عبر حروب ضارية خاضها بحارتها الشجعان, ولتتعرض بالمقابل إلى الهجمات البحرية التي أوقعت الضرر بمبانيها وبأهاليها. ومن أشهر المعارك التي شهدها شاطئها تلك التي انتهت بأسر السفينة الأمريكية فيلادلفيا. ولكــــن طبيعة الحكم الإقطاعي الضريــــبي وسيطـرة الانكشارية أثرت في عدم القيام بانجازات حضارية كبيرة قياســــــا على القرون الطويلة التي استمر فيها الأتراك في ليبيا, مع أن بعض الولاة قد شجعوا علــــى أعمــــــــــال الإصلاح والتعميــــــــــر ومنها إدخال نظام البلديات الذي ساهم مع الجهود الأهلية في تنشيط الحياة العامة,التــــي أدت إلى اتســــــاع رقعة طــــــــرابلس خارج أسوار المدينة القديمة ومما أعطاها عمقا جديدا ومظهرا حديثا تركز في توفير منشــــــآت الخدمات العامة وظهور الصحافة وبناء المدارس ومن أشهرها مدرسة الفنون والصنائع.



ورافق الاحتلال الايطالي عام 1911م لغرض استيطان المستعمرين توسع كبير في أعمال التشييد والبناء للمرافق والخدمات العامة والمباني السكنية بالإضافة إلى معرض دولي ومحطة لسكة الحديد وتوسيع للميناء البحري مع الكورنيش ودور للعرض السينمائي وللأوبرا وغيرها. وتم ذلك بعد بناء تحصينات عسكرية طوقت المدينة حماية لهم من هجمات المجاهدين, في حين عاش الليبيون داخلها على الهامش. واستمر الحال حتى نهاية الحرب العالمية الثانية التي عانت طرابلس من ويلاتها بقنابل الطائرات والتي انتهت مع فترة الإدارة البريطانية 1943م. ثم صارت عاصمة الولاية الغربية عقب إعلان الاستقلال مع بداية العهد الملكي في 1951م.



وقد منح اكتشاف النفط في نهاية الخمسينيات من القرن الماضي للمدينة كغيرها من المدن الليبية فرصة للتوسع العمراني ثم لتزاد ازدهارا وتألقا مع قيام ثورة الفاتح من سبتمبر في ليبيا عام 1969م عاصمة لكونها أكبر المدن الليبية عمرانا وأكثرها سكانا ومركزًا للأمانات الإدارية المختلفة و مقرًا للسفارات والقنصليات العامة وكان اختيارها عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2007 وهي التي بها من المعالم العربية الإسلامية ما يمنحها السمة المميزة والملمح الخاص بها ثقافيا وحضاريا.

الموضوع منقوووول من موقع دليل ليبيا - دليل طرابلس :
رابط الموضوع هو كالتالي :
http://www.dl.ly/tripoli/about-tripoli.aspx

الثلاثاء، 16 فبراير 2010

غدامس ... وهرة الصحراء الليبية

غدامس.. جوهرة الصحراء








تقع غدامس إلى الجنوب الغربي من طرابلس وتبعد عنها بمسافة "584" كم تقريبا وهي احدى المدن القديمة في الجماهيرية وكانت تسمى سيداموس. احتلها القرطاجنيون سنة 795 ق.م ثم احتلها الرومان سنة 19 ق.م وافتتحها العرب بقيادة عقبة بن نافع 42 هـ.







تحدث عنها كثير من الجغرافيين والرحالة العرب.. فصاحب كتاب "الاستبصار" وصفها في القرن السادس الهجري بقوله مدينة غدامس مدينة لطيفة قديمة أزلية، وبها دوامس وكهوف كانت سجونا للملكة الكاهنة التي كانت بافريقية، وهذه الكهوف من بناء الأولين، فيها غرائب من البناء والازاج المعقودة تحت الأرض ما يحار الناظر إليها إذا تأملتها تنبئ أنها آثار ملوك لا سالفة وأمم دراسة، والكماة تعظم بتلك البلاد حتى تتخذ فيها اليرابيع والأرانب أجحارا. وذكر ياقوت الحموي في كتابة معجم البلدان بأن في وسطها عينا أزلية وعليها أثر بنيان عجيب رومي يفيض الماء فيها، ويقسّمه أهل البلدة بأقساط معلومة لا يقدر أحد أن يأخذ أكثر من حقّه وعليها يزرعون ويقصد ياقوت بذلك عين الفرس.
الصورة من داخل فندق دار غدامس .






غدامس محاطة بسور شبه دائري وقد تهدم أغلبه الآن وكانت به مجموعة من الأبواب كانت تقفل عند المغرب، وهي مبنية بالطين ويستعمل أهلها جذوع النخيل للتسقيف وشوارعها مظلمة وهناك طرق علوية تستعملها النساء، وتمتاز مباني مدينة غدامس بمعمارها الإسلامي المحلي وتوجد بها كثير من المعالم الإسلامية الهامة مثل جامع سيدي يونس وجامع عقبة البدري والجامع العتيق وغيرهما من المعالم الإسلامية التي تعد مفخرة للجماهيرية.



حظيت مدينتا طرابلس وغدامس بمكانة خاصة في القرن التاسع عشر باعتبارهما بوابة أساسية للدخول إلى الصحراء وإلى القارة الأفريقية. وقد انطلقت من طرابلس في القرن التاسع عشر بعثات استكشاف الصحراء الشهيرة التي قام بها هيو كلابرتون، والاندر لينغ، وهنريخ بارت، وغوستاف ناهتيغال .. وآخرون كثيرون.

الصناعات التقليدية في غدامس الليبية .





وقد شارك في حملات الاكتشاف المتنوعة رحالة من كل أنحاء القارة الأوروبية بما فيها روسيا القيصرية، إذ زارها في عام 1885 م، وهي ما تزال ضمن الدولة العثمانية، طبيب وفنان روسي يدعى الكسندر فاسيليفيتش يليسييف، الذي يعتبر أول أديب روسي يترك وصفا للطوارق، كما يعتبر أول سائح روسي يصل إليها. فمن هو هذا الطبيب والفنان القادم من بلاد الثلج إلى بلد الشمس؟



الصورة العلوية و التي في أسفل الكتابة  ترينا جمال الصبايا و البنات في غدامس الليبية .







توجه يليسييف، إلى غدامس التي أعجب بسكانها وبمعاملتهم أشد الإعجاب. وقد أفرد للحديث عن خصائصهم فصولا مطولة في كتابه "في العالم"، من ذلك قوله: "من الغريب أن المدينة نفسها لم تفلت انتباهي، بل ما لفت انتباهي هم سكانها الرائعون". ويستطرد في وصف استقبال أهالي غدامس واحتفائهم بقافلته بقوله:

"عند مدخل المدينة، استُقبلنا من قبل جموع من الغدامسية، الذين كانوا يرتدون أغطية على الرأس بيضاء وسوداء، كما الطوارق. انطلقوا نحو قافلتنا الصغيرة وهم يطلقون صرخات البهجة، يحيون قائد القافلة "ابن صلاح"، ويستوضحون منه كل شيء ضروري عني. كثير من القادمين اقتربوا من جملي، في نفس الوقت الذي قام البعض بقيادته من رسنه، بينما البعض الآخر مسّد جنبه المتعرق، وآخرون وصلوا إليّ أيضا. في شرف رتبتي كرحالة طبيب، يجمع الأعشاب الطبية في الصحراء، حملت متقدما حزما من النباتات اليابسة، الأمر الذي لفت انتباه الجميع. دخولنا إلى غدامس كان احتفاليا بهذا الشكل، وقد تسبب في حدوث ضجيج كبير في المدينة، التي نادرا ما ترى أوروبيا. بيت ابن صلاح كان يقع خارج حدود المدينة وسط حديقة رائعة لم أكن أحتاج لشيء أكثر منها".





يقول معبرا عن مظاهر التبجيل التي لقيها من الأهالي: "أنا فعلا لم أجد هنا فقط المأوى والمعاملة الطيبة، بل لقيت تكريما خاصا: الناس الطيبون كانوا في حيرة كيف يُرضون الطبيب القادم إلى غدامس.











الزي الشعبي الغدامسي بالنسبة للرجال .




















و هذه صورة ترينا الزي الغدامسي للنساء في غدامس .




















و هذه صورة لإطلالة من على شرفة بيت غدامسي .















أما عن الطوارق، فان يليسييف وعلامة على إعجابه بالدور الكبير الذي تؤديه المرأة عندهم، فقد جعل من ابنة أحد شيوخهم شخصية أدبية بفضل التفاصيل التي خصها، من ذلك هذا الوصف لحفل دعي إليه إذ
يقول:

هذه الصورة تعبر عن اللغة الأمازيغية التي يتكلمها بعض
 إخواننا من بينهم سكان غدامس و زوارة و الجبل الغربي .

"ذات مرة حضرت حفلا أقام " أخاريخيلين- احد من زعماء الطوارق، الذي عاد منذ وقت قصير من رحلة إلى جبال الهقار. هنا بالإضافة للرجال، كانت توجد النساء. بنات الصحراء كن لابسات ثيابا زرقاء متزينات بالخواتم والحُلي. كثيرات منهن لهن وجوه مزينة بصبغة صفراء، ولهن ملامح رقيقة. من بين نساء الطوارق تميزت بالخصوص الحسناء" أفانيور" ابنة" أخاريخيلين".

ترك الرحالة الروسي دراسات متخصصة كثيرة مبثوثة في الدوريات العلمية القديمة، كما أنه أفرد لمذكرات رحلاته كتابا بعنوان "في العالم".



ومن أهم ما ترك لنا يليسييف أيضا لوحات فنية رسمها لمدينتي طرابلس وغدامس تتضمن جوانب مختلفة لخصوصية الأهالي. وقد وثقت هذه اللوحات معالم المدينتين ومظاهر الحياة فيهما، كما خلّدت بعض الشخصيات التي التقاها الرحالة وتعايش معها عن قرب.

صبراته... لكل منحوتة حكاية

صبراته... لكل منحوتة حكاية










العرب اونلاين ـ هي مدينة امتازت بجمالها الفاتن، إذ تمازجت فيها روعة المتوسط مع ‏الفسيفساء التي كست أرضها. كل صخرة فيها تحدث عن تاريخ نقش عليها، تمثال الإمبراطور ‏‏"سبتموز سفروز" الذي يتربع عند المدخل شاهد على حضارته التي قامت على ترابها.







إرث ‏تاريخي يتمدد تحت أشعة الشمس الدافئة، وعند المغيب يسدل الستار على كل ذاك الجمال ‏لتظهر أطلالها شامخة تعانق عنان السماء، ولو تساءلنا عمّن تكون؟ فهي مدينة صبراته ‏الأثرية. ‏



تبعد مدينة صبراته عن العاصمة طرابلس مسافة "67" كم تقريبا، وتعتبر من أهم المعالم ‏التاريخية الموجودة في ليبيا، حيث يعود إنشائها إلى بداية الألف الأولى قبل الميلاد، وصبراته ‏هي إحدى المدن الثلاث التي أطلق عليها اليونان قديما إسم "تريبولوس" أي إقليم "المدن الثلاث" ‏الذي يشمل أويا "طرابلس الحالية" ولبدة وصبراته، كما أطلق عليه أيضا إسم "ايمبوريا" أي ‏المراكز التجارية.‏



تجدر الإشارة إلى أن هذه المدن كانت من أنشط الموانىء التجارية الليبية الفينقية "البونيقية"، ‏واستمر هذا الازدهار حتى انهيار الحكم القرطاجي وقيام الدولة النوميدية، حيث تمكن الرومان ‏من بسط نفوذهم رغم ما لقوه من مواجهة ومقاومة من قبل الليبيبن النوميديين.‏



أسست الولاية الأفريقية التي شملت أراضي "لامبوريا" في سنة 46 ق.م، وجاء ذلك إثر ‏الحرب الأهلية الرومانية التي امتدت إلى الشمال الأفريقي وانتصار يوليوس قيصر على ‏خصمه بومبي في موقعة "تايسوس".‏



أما أطلال المدينة الحالية نجد أن معظمها يرجع إلى القرنيين الأول والثاني من تأسس ‏الإمبروطورية الرومانية، إذ تم تجديد بناء المعابد البونيقية السابقة والمحيطة بساحة السوق، ‏وإلى ذات الفترة السابقة يعود أيضا حي المساكن على الطريق الرئيسية المؤدية إلى المتحف.



كما يوجد طريق رئيسية ثانية تتقاطع مع الأولى مكونة معها زاوية قائمة على سور المدينة ‏البيزنطي، وبعد مدة من الزمن شيدت مساكن الحي التي تمتد بين المسرح والطريق الرئيسة ‏أي من الغرب إلى الشرق.‏



واللافت للانتباه ذاك النسق التربيعي في تقسيمات الشوارع، والذي يتشابه كثيرا مع نظام ‏التخطيط الهيبودامي، وقد أوجد ذلك تطابقا في شكل وتخطيط ورسم المباني والشوارع مع ‏محور تصميم المسرح والمساكن، وبالأخص ما يعود إنشائها إلى القرن الثاني الميلادي، أي ‏خلال فترة حكم كل من انطونيوس بيوس وماركوس اوريليوس "138-180 م".‏



تشير الدراسات إلى أن صبراته في تلك الفترة أي فترة الإمبرطور انطونيوس بيوس، كانت ‏في قمة ازدهارها، وقد آلت أيضا إلى أنها قد أصبحت مستوطنة رومانية وذلك بسريان نظام ‏الحقوق المدنية الرومانية على سكانها.‏



ويرجع المؤرخون إلى أن النشاط الاقتصادي أهم هو أسباب الازدهار في صبراته، أي ‏التجارة وليس الأعمال الزراعية، حيث تعد الأراضي المحيطة بالمنطقة أقل خصوبة من لبدة.



‏وما يؤكد ذلك هو مقر وكلاء تجار صبراته الذي تم العثور عليه في مرفأ "اوستيا" القديم على ‏الساحل القريب من مدينة روما، حيث زينت قائمة المقر بفيفساء "صور الفيل" وبناء على ذلك ‏تم استنتاج أن تجارة صبراته قد اعتمدت في الأساس على تصدير العاج والمنتوجات الإفريقية ‏متخذة من منطقتي فزان وغدامس طريقا لذلك. واستمر ازدهار البلد طوال القرن الثالث ‏الميلادي وحتى عهد الأباطرة السويريين.‏



وقع في منتصف القرن الرابع الميلادي زلزال مما أدى إلى تخلخل في الحياة العامة للمدينة، ‏بالإضافة إلى نشوب عدد من الغزوات التي أنتجت الكثير من السلب والنهب والتخريب من ‏قبل قبائل الاوستوريين.‏



لأن دوام الحال من المحال فقد استهدفت المدينة في فترات لاحقة، خاصة عند مجيء الوندال‏ واجتياحهم لشمال أفريقيا.‏



‏استهدفت صبراته تخريبا واحتلالا وكان ذلك في عام "455"م وقد حدث لها كما حدث لبقية ‏المدن الأفريقية الأخرى، وبقي الحال على ما هو عليه إلى أن احتلها الجيش البيزنطي مرة ‏أخرى سنة "533"م، وفي عهد الإمبرطور جستنيان الذي استمر في الحكم حتى"565"م أعيد ‏تحصين القسم الأقدم من المدينة المجاورة للميناء وذلك بإنشاء وإقامة سور بأبراج، كما شيدت ‏فيها كنيسة غطيت أرضية بهوها بالفسيفساء، وقد نقلت تلك الأرضية إلى طرابلس عام 1931 ‏وهي محفوظة الأن بالمتحف الجماهيري.‏



كما تم خلال نفس الفترة بناء مساكن جديدة بالإضافة إلى تعبيد الطرق التي تتخللها على ‏أنقاض المباني التي تم ذكرها.‏



على المدى القريب أي في عام 1923م بدأت عملية التنقيب والحفر في المدينة، واستمر ذلك ‏حتى عام 1936م، وفي تلك المدة تم الكشف عن نصف مساحة المدينة القديمة تقريبا، بما ‏يشمل المباني العامة وبعض المساكن والطرق، ولعل من أهم ما تم العثور عليه هو مسرح ‏صبراته.‏



استؤنفت عند الخمسينات أعمال الخفر والتنقيب، شاملة القسم الغربي من المدينة أي جنوب ‏السور البيزنطي، وتم الكشف عن حي سكني يرجع تأسيسه إلى الفترة الأولى من تأسيس ‏الإمبروطورية الرومانية.‏



و اخيرا يمكن ان نقول إن بعض كل هذا الوصف والسرد التاريخي لمدينة صبراته انها تحفة ‏من زمن منصرم ستبقى في عقل كل من يزورها.‏

تركناه حب الوطن

تركناه حب الوطن



للشاعر الليبي : محمد قنانة







تركناه حب الوطـن نمشـوا منّـه



بلا مال لاهو فرض لاهـو سنّـة







تـركـنـاه لـلـفـلاحـه



وتركنـاه للّـي طالبيـن الراحـه



وقولوا لبُو سالف كما الدّرجاحـه



بـلا مـال حتـى اريادنـا عافنّـا







تـرك الـبـيّـن



حْنـا وطننـا ماهـو علينـا هيـن



وان لهّمـوك الـدّيْـن لا تـدّيـن



راهو عقـاب الديـن يبقـى غنـه







تـرك الـبـيّـن



حْنـا وطننـا ماهـو علينـا هيـن



وعلّة محاريـث الجّمـال دفايـن



والفقر هو بخس الرجـال ونظنّـه







تـرك الـبـرمـه



وطياح الورق يهزب عراف الكرمه



من السرج لاعند الركاب الحرمـه



ومن طاح يبدا في المدارس مدّنـه







فـي الـمـدارس مـراعـه



ويبـدا مبسـسّ بالتـراب دماغـه



كَميّن عبد نازل في منـازل لاغـا



وكم كرغلي مـن درجتـه وّطّنـه







كم كرغلي مـن درجتـه منعوتـه



تواطى وعاد حسن الوصيف يفوته



غلا الفحم رخّص حرمة الياقوتـه



ولسحـار جلـد الفارغـه يمْلنّـه







تـرك سـيـاسـه



ماهو جفا مـن وطننـا ولا ثامنـه



مفات من تفاكير الزمـان وباسـه



ليـام فـي دولاتـهـن داسـنّـا







فـي دولاتـهـن يـنـداسـن



عليه صبحن ضيم الزمان وماسـن



سامع حجايج موجعـه مـن ناسـاً



مـا ينسكـن حيـط البـلاد بهـنّ







حـيـط الـبـلاد الـدّاري



على ما جري لى هايضات افكاري



وكميان نار الموجعه في اسـراري



صبغ كيف مايصبغ غيـار الحنّـه







كيف مـا يصبـغ مكـرر



غزلـه وطشم كيف طشم المال فوق النزله



وحمل السمينه مـا تقلّـه هزالـه



لـه لا يدنّـوهـا ولا تـدّنّـى







لا يدنـوهـا ولا هـى تشيـلـه



واسمع كلامى واعتنى فـي قيلـه



رفعنا ورا ثقـل الحمـول عديلـه



واللي بدا بالموجعـه نحسـن لـه







تـركـنـاه لـلـهـمّـازه



تركناه تركناه وكن المرمده والعازه



لين نقطعـوا رقـراق دار نفـازه



جنانيـب لاهـن شلبطـه لاشنّـه







تـركـنـاه لـلـفـتـفـاتـه



تركنـاه للـي يعرفـوا معنـاتـه



وصغـر الكـلام يوّلـد كباراتـه



وكبر الكـلام يوّحلـك فـي غنـه







تركـنـاه تـرك خـلـوقـك



ومشيك مع اللي كارهيـن يعُوقـك



حديثك ليا مـا حصّنـه صندوقـك



عليه لا تلوم النـاس وقـت تشنّـه







تـركـنـاه تـرك الـفـكـره



وترك العشيّه والضحـى والبكـره



كم طير جلّاه الجفـا مـن وكـره



والقلّ هو عيـب الرجـال نظنّـه











* عن ديوان الشعر الشعبي الجزء الأول منشورات جامعة قاريونس.

يا من خلقت الروح و القراية

يا من خلقت الروح والقراية

للشاعر الليبي : الفضيل الشلماني
 





يا من خلقت الروح والقراية



سهل اموراتي وكون امعايا







يا الله يا دايم..



ياللي اتفارق ف العرب وتلايم



وياللي تخلق للجريح عزايم



وهو مريض بين الموت والدّوايا



اتشافيه وافواه الجروح اتلايم



عظيم قدرتك تعطيه كل اعنايه







يا اصحاب الريضه



يا هلْ مدارس دايرات جضيضه



ياللي اتهون ع المريض امراضه



فرّج على جملة اسلام امعايا



رقيق الغرض منّا تلف واشاظى



ونا زاد ديمه دمعتي بكايا

الأحد، 7 فبراير 2010

قصة تأسيس نادي الزعيم في ليبيا - الأهلي طرابلس




~¤ô_ô¤~ قصة تأسيس نادي الأهلي ~¤ô_ô¤~











[[ 1 ]]

بتاريخ 8 / 5 / 1949 م عمت المظاهرات مدينة طرابلس استنكاراً للمشروع الذي قدمه وزير خارجية ايطاليا

" سفوزا " مع وزير خارجية بريطانيا " بيفين " إلي هيئة الأمم المتحدة واقترحا فيه تقسيم " ليبيا " إلي ثلاث مناطق

بحيث تعود إيطاليا إلي طرابلس على شكل وصاية ويترسخ الوجود البريطاني في برقة بينما تبقى فزان تحت الإدارة

الفرنسية .... واقتحمت الجماهير الفندق الذي يُقيم فيه " غالمبرتي " مبعوث وزارة المستعمرات الايطالية

وحاولت أن ترميه من النافذة لولا تدخل الشرطة الانجليزية

وفي نفس الوقت قامت فيه جماهير اخرى بالتعبير عن غضبها بحرق النادي الايطالي

بجوار ميدان الغزالة وحرق نادي سيمس بشارع الوادي .



[[ 2 ]]

بتاريخ 21 / 11 / 1949 م عقدت الجمعية العامة للأمم المتحدة جلستها حول استقلال ليبيا حضرها كل من :

- وفد عن ولاية طرابلس مثله " بشيرالسعداوي "

ـ وفد عن ولاية برقة مثله " خليل القلال "

ـ وفد عن حزب الاستقلال مثله " مختار المنتصر "

ـ وفد عن جامعة الدول العربية مثله " على العنيزي "

وصدر في ختام الجلسة قرار بمنح ليبيا استقلالها لكن بعد فترة إنتقالية مدتها عامين

[[ 3 ]]

خلال هذين العامين تحولت النوادي والمنتديات والملتقيات الرياضية إلي خلايا ثورية للعمل من أجل استقلال ليبيا

وسيادتها دون المساس بوحدتها الوطنية

ونتيجة لهذه التفاعلات بعد ذلك

[[ تم الإعلان عن ميلاد نادي جديد في طرابلس بتاريخ 19 / 9 / 1950 ]]

تحت اسم الأهلي



[[ 4 ]]

بدأت فكرة التأسيس بحذر وهدوء ثم نضجت إلي تفاؤل وتشبت بالأمل

وكان وراء فكرة التاسيس شباب تواصو بالحق والصبر

اختارو ( الأهلي ) أسماً للنادي ويعنى الوطني أو الشعبي

وجعلوا من القضية الوطنية هدفاً لتفكيرهم الرياضي

كان المؤسسين يجتمعون مساء كل يوم

وتزايد عددهم رغم الصعوبات والعراقيل التي كادت ان تحد من حماستهم لتأسيس النادي

لكن في النهاية اتفقو على الاستمرار في الحلم حتى يصبح واقعاً معاش



[[ 5 ]]

كانت أمامهم مجموعة من التحديات لا يعلم مداها ولا يحس بقسوتها إلا من عايشها وعاناها

كمواجهة بحارة أشداء للعواصف فما ان يفلتون من موجة عاتية حتى تباغتهم أخرى أكثر شراسة

وإن كان من الرائع أن التفاؤل والتشاؤم ليس لهما مكان في أى عمل واقعي

فإن الاروع حين اطلق هؤلاء الشباب اشرعتهم وابحروا إلى أقصى مدى وهم يفتشون عن تحقيق الحلم

لجأو إلى الشيخ محمود صبحي وهو شخصية رياضية مرموقة ليكتب من واقع تجربته اللائحة التأسيسية للنادي

[[ 6 ]]

تمت الاستعانة بالمرحوم سالم شرميط ونفوذه في الدوائر الرسمية لاستكمال استكمال الاجراءات الادارية لاشهار

النادي ، واختار بنفسه اسم الأهلي ، وصمم شعاره بجعل خارطة ليبيا هي الاساس

للتأكيد ان الهدف الوطني هو وراء تأسيس النادي

بينما زين باللون الاخضر الطرفين كجناحين لقلب ابيض متوهج بشعلة العمل

وقدم المرحوم سالم شرميط مفاتيح أول مقر للنادي الأهلي بالمبنى الأول في شارع ميزران قبل أن يتحول إلي

شارع غرناطة

ثم تكونت أول لجنة إدارية كما جاء في قرار الإشهار الصادر يوم 2 / 10 / 1951

وكانت هذه اللجنة تضم كل من :

المبروك المصراتي

رئيــس



أحمــد الطويــل

نـائــب الرئيــس



سالـم حســين بـن راشــد

أميـن الصنــدوق



يـوسـف بـن عبدالله

مقــرر



محمــود أبـو هـديمــة

عضــو



محمــد سعـد عثمــان

عضــو



مصطفــى الخـوجـة

عضــو



حســن الأمــير

عضــو



مصطفــى الرقيعــي

عضــو







[[ 7 ]]

نشر الخبر في صحيفة طرابلس الغرب من قبل الصحفي سالم المسلاتي

واصبح الحلم حقيقة .. وأصبح بإمكان الأهلي الظهور في الملاعب والميادين الرياضية والثقافية والاجتماعية

بدأ الفريق تدريباته على ملعب الاشغال العامة ( وهو ملعب نادي المدينة حاليا بشارع عمر المختار )

وأجرى أول مباراة ودية يوم 1951.11.3 أمام فريق الاشغال العامة وانتهت لصالح فريق الأهلي بثلاثة أهداف دون

مقابل تناوب في تسجيلها ابراهيم كفالة مصطفى الرقيعي ، حسن الأمير

وكانت تشكيلة الأهلي في تلك المباراة تتكون من

المبروك المصراتي – الهادي الخضار – عبدالسلام بيزان – أحمد الطويل – سالم بن حسين – اللحلاحي

ابراهيم كفالة – مصطفي الرقيعي - محمد الهوني – محمود بوهديمة – حسن الأمير

ثم دخل كبدلاء : عامر المجراب، يوسف بن عبدالله، علي الجندي

فيما تولى مهمة تدريب الفريق عثمان بيزان



[[ 8 ]]

البداية دائماً صعبة

ولهذا كانت هناك صعوبات وعراقيل تحيط بالمولود الجديد

كانت هنام محاولات لم تتوقف لإفراغ الأهلي من محتواه وإضعافه بسحب بعض اللاعبين

تلقى الفريق خسائر قاسية وبنتائج كبيرة كانت كفيلة بحقن الإحباط في الشرايين وزرع شوك اليأس تحت الأقدام

غادر الفريق لاعبين مثل محمود بوهديمة والهادي الخضار ومحمد الهوني .. وعادو إلي فريق الاتحاد

واعتزل لاعبين آخرين مثل المبروك المصراتي وسالم بن حسين وأحمد الطويل وعامر المجراب

لكن الأهلي بقى وظل قلبه يخفق بالأمل .. ولم ترتعش فرائضه

لم يسقط في اي يوم من الأيام ولم يكن أسيراً لقبضة الظروف ... فأهدافه البعيدة تجلو عنه أي تقاعس



[[ 9 ]]

في سنة 1952 اصبح الحاج سالم بن حسين رئيساً للنادي ، وجميل الصياح نائباً له

واستمر يوسف بن عبد الله مقرراً ... بينما تولى مصطفى الرقيعي أمانة الصندوق

وكانت الإدارة متكونة من حسن الأمير ـ حسونة باشا آغا ـ على الجندي

ونتيجة ونتيجة للصعوبات استقال سالم بن حسين وأصبح اسماعيل العزابي رئيسا للنادي موسم 53 / 1954

وفي ذلك العام شكل الأهلي فريقا للناشئين تحت اشراف عثمان بيزان

بينما تولى مدرب مالطي اسمه فرانس الاشراف على الفريق الاول

وكانت فكرة عثمان بيزان اعداد فريق للمستقبل وكان يتكون من لاعبين ناشئين مثل

محمود الهتكي - على بن رمضان – مختار السكاللى – مصباح عمروني – عبداللطيف الشريف – محمود الهوني

معمر الفزاني – بشير الولاني - الصديق البسكى – عبدالحميد الشريف – على الرقيعي – محمود زاوية

وفاز هذا الفريق بالترتيب الاول في مسابقة الدرجة الثانية التى شارك فيها الأهلي بالفريق " ب "

لكن بعد نهاية الموسم ترك هؤلاء الناشئين فريق الأهلي للالتحاق بفريق الطليعة !



[[ 10 ]]

في عام 1955 اجتمع على المبروك " رئيس النادي " وعلى تنتوش " نائبه " وأحمد البدري " أمين الصندوق

" و يوسف بن عبدالله " المقرر " والاعضاء حسن الأمير ، مصطفي الرقيعي ، حسونة باشا آغا

وقرر بعضهم كما جاء في محضر الاجتماع اغلاق ابواب النادي نهائيا بسبب المشاكل الإدارية والمالية !

لكن المرحوم حسن الأمير ذهب إلى حمودة القلالي رئيس نادي الطليعة واتفق معه على أن ينضم فريق الطليعة

بكامل لاعبيه ( الذين كانوا في صف ناشئى الأهلي !) إلى فريق الأهلي مقابل أن يصبح حمودة القلالي رئيسا

للنادي الأهلي وتمت الموافقة لتكتب بداية جديدة لفريق حول الألم الى أمل والأمل الى حقيقة



ــــــــــــــــــــــ



نجاح الأهلي في قهر المستحيل ومغالبة الصعاب

صنعت منه النادي القادر على الاستحواذ على البطولات

جعلت منه النادي الأقرب إلي القلوب

مسيرة صعبة في سنوات الميلاد

لكن والحمد لله بفضل الله ، وبفعل العزيمة والإصرار والتشبت بالحلم والأمل

أنطلق الأهلي في رحلة العطاء والانتصارات والشموخ

ليحرز أول بطولة رسمية لكرة القدم في ليبيا

وليؤسس كرة اليد ، ويحرز أول بطولاتها

ليكون رافداً للمنتخبات الوطنية حين زودها بخيرة اللاعبين

ليكون منارة ثقافية أنجبت الكثير من الأدباء والمثقفين

ليكون مؤسسة اجتماعية ساهمت في الكثير من المناشط الاجتماعية في بلادنا وخارجها



ويستمر الأهلي ....

أعلنهــا الآغـــا




الأهلي صاحب أكبر شعبية في الوطن العربي



بفضل تصويت أبناء الاهلي المخلصين



والجمهور المحرار



ألف تريليون مبروك



وهيجي ياخضرا وبيضا هيجي







لمشاهدة حلقة صدى الملاعب



من هنا







الجزء الاول



http://www.4shared.com/file/215257026/a72b76da/___.html



الجزء الثاني



http://www.4shared.com/file/215284025/d4074c3f/___2.html